تصنيفات الاعاقة السمعية

تنقسم تصنيفات الإعاقة السمعية إلى وجهات نظر متعددة: طبية، وفسيولوجية، وتربويـة، وهـي كلها وجهات نظر مكملة لبعضها البعض، والاهتمام بهذه التصنيفات يرجع إلى أهمية تحديـد مـدى الإعاقة وأسبابها مما يسهل توفير البرامج التعليمية التي تناسب درجة الإعاقة، وبالتالي يمكن تنـاول التصنيفات الآتية:





أ- التصنيف الطبي:

يقوم هذا التصنيف على تحديد الجزء المصاب من الجهاز السمعي المسـبب للإعاقـة السـمعية، ووفقاً للمجال الطبي يتم تصنيف الإعاقة السمعية إلى الفئات الآتية:

 1- الفقدان السمعي التوصيلي( Conductive Hearing Loss ): ويشير إلـى الإعاقـة السمعية الناتجة عن خلل في الأذن الخارجية أو الأذن الوسـطى، علـى نحـو يحـول دون وصول الموجات الصوتية بشكل طبيعي إلى الأذن الداخلية، وبوجه عام فإن فقدان السـمع لا يتجاوز(٦٠) ديسبل ،وغالباَ ما يأتي العلاج الطبي أو الجراحي بنتـائج ايجابية في علاج هذه الحالة.

٢- الفقدان السمعي الحس عصبي( Sensorineural Hearing Loss): ويشـير إلـى الإعاقة السمعية الناجمة عن تلف في القوقعة بالأذن الداخلية أو في العصب السمعي أي عـن تلف في المستقبلات الحسية بالأذن الداخلية أو في المسارات العصبية للعصب السمعي إلـى المخ أو في مركز السمع بالمخ ويعتبر هذا النوع من الصمم من النوع الدائم وقد يكون ولادياً أو مكتسباً وقد لا يفيد التدخل الطبي أو العلاجي مع هذه الحالات.

٣- الفقدان السمعي المركب أو المختلط (Mixed Hearing Loss ): يعتبر فقـدان السـمع مركباً أو مختلطاً إذا ما حدث تداخل بين تلك الأسباب التي يمكن أن تؤدي إليه لتجمع بـذلك بين النوعين السابقين من فقد السمع أي التوصيلي والحس عصبي، وهو الأمر الـذي يجعـل من الصعب علاج هذه الحالة

٤- الفقدان السمعي المركزي( Central Hearing Loss): وفيه يحدث تفسير خاطئ لمـا يسمعه الإنسان بالرغم من أن حاسة السمع ذاتها قد تكون طبيعية. فالمشكلة ترتبط بتوصـيل السيالات العصبية من جذع الدماغ إلى القشرة السمعية الموجودة في الفص الصـدغي فـي الدماغ وذلك نتيجة الأورام أو أي تلف دماغي آخر. وفي هذا النوع تكون المعينات السـمعية ذات فائدة محدودة.




ب- التصنيف الفسيولوجي(الوظيفي) :

تصنف الإعاقة السمعية وفق هذا البعد إلى أربع فئات حسب درجة الخسارة السمعية التـي تقاس بوحدات تسمى ديسبل db)Decibels) وأشار بعض الباحثين إلـى تصـنيف ليبورتـا  (Laporta, et al. 1978) وزملائها كما يلي :

١- الإعاقة السمعية البسيطة Mild وتتراوح درجة الفقدان السـمعي بـين(٤٠ -٢٠) ديسـبل: ويجد هؤلاء الأطفال صعوبة في سماع الأصوات البعيدة والمنخفضة، كما يجـدون صـعوبة في فهم الموضوعات الأدبية اللغوية.

٢- الإعاقة السمعية المتوسطةModerate وتتراوح درجة الفقدان السـمعي بـين(٧٠ -٤٠) ديسبل ويستطيع هؤلاء الأطفال فهم كلام الحوار من مسافة( ٥-٣) أقدام( وجهاً لوجه).

٣- الإعاقة السمعية الشديدة Severe وتتراوح درجة الفقدان السمعي بين(٩٠-٧٠) ديسبل : وهنا قد يسمع الطفل الأصوات العالية التي قد تكون على بعد مسافة قدم واحد من الأذن، وقد يستطيع تمييز الأصوات وليس كل الأصوات الساكنة، ويلاحظ عليهم خلل في اللغة والكـلام ولن ينمو الكلام واللغة تلقائياً إذا كان فقد السمع قبل السنة الأولى من العمر.

٤- الإعاقة السمعية الشديدة جداً Profoundly وهنا تزيـد درجـة الفقـدان السـمعي عـن ٩٠ ديسبل : قد يسمع  الطفل الأصـوات العاليـة ولكـن لا يعـي التـرددات بـل يشـعر بالنغمـات فقـط، ويعتمـد علـى الرؤيـة أكثـر مـن السـمع فـي عمليـة التواصـل.

جـ - التصنيف حسب العمر عند الإصابة:

تصنف الإعاقة السمعية تبعاً للعمر عند حدوث الإعاقة السمعية إلى إعاقة سمعية قبل تعلـم اللغة وإعاقة سمعية بعد تعلم اللغة ويمكن توضيح ذلك بما يلي:

١- الصمم قبل اللغوي (Prelingual Deafness):

في هذا النوع تحدث الإعاقة السمعية مبكراً وقبل تطور الكلام واللغة. وقد يكـون هـذا النوع من الصمم ولادياً أو مكتسباً في مرحلة عمرية مبكرة، بعبـارة أخـرى إن المشـكلة الأساسية لدى هؤلاء الأطفال أنهم لا يستطيعون اكتساب الكلام واللغة بطريقة طبيعية، فعـدم مقدرة الطفل الأصم على سمع الكلام تعني عدم القدرة على تقليد كـلام الآخـرين أو علـى مراقبة كلامه ولذلك فإنه يحتاج إلى أن يتعلم اللغة بصرياً (إما بطريقة الشفاه أو بقراءة المادة المكتوبة) ولكن قراءة الشفاه غير ممكنة دون معرفة اللغة المنطوقة، وذلك يعنـي أن الطفـل مرغم على تعلم الكلمات المكتوبة.

٢- الصمم بعد اللغوي (Postlingual Deafness):

يوضح (Denmark,1981) أنه إذا حدث الصمم بعد أن تكـون المهـارات الكلاميـة واللغوية قد تطورت فهو يعرف بالصمم بعد اللغوي، والصمم بعد اللغوي قد يحدث فجـأة أو تدريجياً على مدى فترة زمنية طويلة، وغالباً ما يسمى هذا النوع بالصـمم المكتسـب، وقـد يحدث في الطفولة بعد تطور اللغة عند عمر الخامسة أو أي مرحلة عمرية لاحقـة. وتعتمـد تأثيرات الصمم بعد اللغوي على عدة عوامل من أهمها شدة الصمم وسرعة حدوثه وشخصية الفرد وذكائه ونمط حياته. وتصنف الإعاقة السمعية أيضاً حسب معيار العمر إلى:

١- إعاقة سمعية ولادية: وهؤلاء الأطفال يكون لديهم ضعف سمعي منذ لحظة الولادة فهـم لن يستطيعوا تعلم الكلام تلقائياً.

٢- إعاقة سمعية مكتسبة: وهؤلاء الأطفال يحدث لديهم الضعف السمعي بعد الولادة، وفـي هذه الحالة قد يبدأ الأطفال بفقدان القدرة اللغوية التي تكون قد تطورت لديهم إذا لم تقـدم لهم خدمات تأهيلية خاصة.


د- التصنيف التربوي:

يركز التصنيف التربوي على العلاقة بين فقدان السمع وبين نمو الكـلام واللغـة، ويميـز التربويون بين فئتين من المعوقين سمعياً كالآتي:

١- الصمDeaf : يعرف الأصم بأنه من فقد القدرة على السمع إلى درجة تعوقه عن فهم الحديث من خلال الأذن سواء باستعمال أو بدون استعمال المعين السمعي، وتجعله يعتمد علـى بصره في  اللغة والتواصل.

٢- ثقيلو السمع (ضعاف السمع) Hard of Hearing : ويعرف ضعاف السمع بأنهم أولئك الذين يكون لديهم قصـور سـمعي أو بقايا سمع Residual Hearing، ومع ذلك فإن حاسة السمع لديهم تؤدي وظائفها بدرجة مـا، ويمكنهم تعلم الكلام واللغة سواء باستخدام المعينات السمعية أم بدونها.


وبوجه عام ومهما كانت تصنيفات الإعاقة السمعية، ومهما اختلفت مسمياتها ومجالاتها سواء في الجانب الوظيفي أو الطبي أو التربوي أو العمري، إلا أنها تشترك جميعها في تفسـير مـدى تـأثير الفقدان السمعي على حياة الفرد المعاق سمعياً وإعاقته عن التواصل مـع الآخـرين وحرمانـه مـن الاستفادة من وظيفة حاسة السمع، وبالتالي فإن هذا الفقدان يمنع المعاق سمعياً من فهم كلام الآخـرين ومحادثاتهم، وقد يولد لديه مشاعر الإحباط والعزلة، الأمر الذي قد يقوده إلـى الشـعور بـالاغتراب النفسي سواء عن ذاته أو عن مجتمعه من الصم أو من العاديين.









المراجع :

  • علي ، محمد النوبي محمد. (2009 م). الاعاقة السمعية : دليل الآباء والأمهات والمعلمين وطلاب التربية الخاصة. عمان،الأردن : دار وائل.
  • محمد، محمود مندوة وحمزة ،أحمد عبد الكريم وبخيت ، محمد أحمد. (2010 م). مقدمة في التربية الخاصة. الرياض ، السعودية : مكتبة الرشد.
  • محمود ، أكرم محمد صبحي. (2010 م). التربية الخاصة لغير الاختصاص. عمان ، الأردن : دار الجنان للنشر والتوزيع.

هناك 3 تعليقات: