طرق التواصل مع المعاقين سمعياً

الإنسان بطبعه كائن اجتماعي لا يستطيع أن يعيش وحيداً منفرداً عن الآخرين، وهو في هذا يتفاعل معهم تأثيراً وتأثراً من خلال أهم وسيلة للتواصل التي تتمثل في اللغة المنطوقة، وبما أن الإعاقة السمعية تفرض على الفرد قيوداً في التواصل والتفاعل، فإن تاريخ التربية الخاصة شهد اهتماماً كبيراً بتنمية قدرة المعاقين سمعياً على التواصل مع الآخرين، والخروج بهم قدر الإمكان من دائرة اغترابهم عن مجتمعهم. وفيما يلي يورد الباحث هذه الطرق:


أ- طريقة التواصل الشفهي Oral –aural Method:

يؤكد أنصار الطريقة الشفهية في التواصل أن التواصـل اللفظـي، أو الشـفوي- الـذي يمثـل الكلام فيه قناة التواصل الرئيسية- يجعل الأشـخاص المعـاقين سـمعياً أكثـر قـدرة علـى فهـم الكلمات المنطوقة، وذلك من خلال الإفـادة مـن التلميحـات، والإيمـاءات الناجمـة عـن حركـة شفاه المتكلم.
ويتضمن هذا النظام في التواصل استخدام السمع المتبقي وذلك من خلال التدريب السمعي وتضخيم الصوت، وقراءة الشفاه، والكلام، وتستند هذه الطريقة في التواصل إلى حقيقة أن الأشخاص المعاقين، في الغالبية العظمى من الحالات لديهم بعض القدرات السمعية التي يجب تطويرها وتنميتها بالطرق المختلفة.

ب- طريقة قراءة الكلام Speech reading:

يقصد بذلك تنمية مهارة المعاق سمعياً على قراءة الشفاه Lip reading وفهمها، ويعني ذلك أن يفهم المعاق سمعياً الرموز البصرية لحركة الفم والشفاه أثناء الكلام من قبل الآخرين، وقد يكون مصطلح قراءة الكلام(Speech Reading) أكثر دقة من مصطلح قراءة الشفاه ، وذلك لأن قراءة الكلام يتضمن عدداً من المهارات البصرية الصادرة عن الوجه بالإضافة إلى الدلائل البصرية الصادرة عن شفتي المتكلم فقط.
وقراءة الكلام تأخذ شكل فك رموز الرسالة على أساس جزئيات من المعلومات المنقولة عبر قناة مشوشة أصلاً تختفي عبرها الكثير من المعلومات، وتعتمد قراءة الكلام على خبرة الماضي القائمة على خبرة لغوية مسبقة.
وتستخدم طريقتان لتدريب المعوقين سمعياً على مهارة قراءة الكلام هما: الطريقة التحليلية، وتشمل تعليم المعوق سمعياً وتعريفه بالشكل الذي يأخذه كل صوت على الشفتين وتدريبه على تحديد كل صوت. أما الطريقة الثانية فهي الطريقة التركيبية، وفيها يتم تدريب المعوق سمعياً على التعرف إلى أكبر عدد ممكن من الكلمات المنطوقة ومن ثم تعريفه بالكلمات التي لم يفهمها بالاعتماد على كفايته اللغوية.

جـ- طريقة التدريب السمعي Auditory Training:

يركز هذا الأسلوب على استخدام المعينات السمعية المناسبة لإعاقة الطفل السمعية في السنوات المبكرة قدر الإمكان، حيث تعتبر القناة السمعية السبيل الأول لتعليم اللغة وتطورها لدى الطفل، وهناك ضرورة للبدء في استخدام التدريب السمعي عقب اكتشاف حدوث الإعاقة السمعية الذي يعتبر العامل الرئيسي لتعليم الطفل المعوق سمعياً كيف يستفيد من السمع المتبقي لديه لأن الأداة السمعية وحدها لا تكفي.
ويذكر القريطي(٢٠٠٥) أن طريقة التدريب السمعي تعد أكثر ملائَمة لضعاف السمع من الصم، ويرى أن التدريب السمعي يرتكز على استغلال بقايا السمع لدى الطفل، والمحافظة عليها، وتنميتها عن طريق تدريب الأذن على الاستماع والانتباه السمعي، وتعويد الطفل ملاحظة الأصوات المختلفة، والدقيقة والتمييز بينها، والإفادة من المعينات السمعية في توصيلها إلى الطفل لإسماعه ما يصدر عن الآخرين، وكذلك ما يصدر عنه من أصوات.

د- طريقة التواصل اليدوي:

تعد الطريقة اليدوية في تواصل المعاقين سمعياً مع بعضهم البعض من أكثر طرق التواصل وضوحاً وظهوراً، وتشمل هذه الطريقة نوعين من التواصل اليدوي هما:
١- لغة الإشارة Sign Language: لغة الإشارة عبارة عن نظام حسي بصري يـدوي يقـوم على أساس الربط بين الإشارة والمعنى، والإشارات التـي يسـتعملها المعاقون سمعياً تنقسم إلى قسمين: الأول، الإشارات الوصفية، وهي الإشارات اليدوية التلقائيـة التي تصف فكرة معينة، مثل رفع اليد للتعبير عن الطول. والثاني، الإشارات غيـر الوصـفية، وهي إشارات خاصة لها دلالتها الخاصة وتكون بمثابة لغة خاصة متداولة بين المعاقين سـمعياً، مثل الإشارة إلى أعلى دلالة على شيء حسن، والإشارة بالأصبع إلى أسفل للدلالة على شـيء رديء، وهذا النوع من الإشارات لا يصف شيء، وربما يرجع أصل رفع اليد إلى أعلى للجنـة في السماء وهي شيء حسن، أو إلى الجحيم في أسفل الأرض وهو شيء رديء.
٢- الهجاء الإصبعي Finger Spelling: يشكل الهجاء الإصبعي ركناً هاماً من أركان نظام الاتصال الكلي بالأصم وهي تنشأ تكويناً موحداً مع لغة الإشارة وتستعمل للتعبير عن الكلمات التي ليس لها إشارات، ويقوم أسلوب الهجاء الإصبعي على رسم أشكال الحروف الهجائية بواسطة أصابع اليد، ويكون لكل حرف شكله الخاص، وعادة ما تستخدم كطريقة مساندة للغة الإشارة، إذا ما كان الشخص لا يعرف الإشارة لكلمة ما أو لتهجي أسماء الأشخاص.

هـ- طريقة اللفظ المنغم (فيربوتونال) Verbo-Tonal :

تعمل هذه الطريقة على تنمية مهارتي الكلام والاستماع لدى الأفراد المعاقين سمعياً عن طريق استخدام البقايا السمعية مهما كانت ضئيلة.
وهذه الطريقة من أحدث طرق تواصل المعاقين سمعياً، حيث تعتمد على مبدأ إدراك الصوت من خلال ذبذبات تصل إلى المخ مباشرة عن طريق أعصاب اليد أو أي جزء عظمي آخر في الجسم، وبالتالي مساعدة المعاق سمعياً على إدراك الكلام وفهمه، وتحتاج هذه الطريقة إلى أجهزة خاصة تعمل بالأشعة تحت الحمراء وفلاتر لتنقية الصوت وغير ذلك.

و- التواصل الكلي Total Communication :

أسلوب التواصل الكلي عبارة عن استخدام أكثر من طريقة من الطرق السابقة معاً في الاتصال مع المعاقين سمعياً، ويعد هذا الأسلوب من أكثر طرق الاتصال شيوعاً في الوقت الحاضر في البرامج التربوية المختلفة للمعاقين سمعياً( الأشول، بدون: ١٠٠) والتواصل الكلي ظهر حديثاً كأسلوب للاتصال وليس طريقة للاتصال مثل: الإشارة، وقراءة الكلام، والهجاء، وغيرها من طرق الاتصال عند المعاقين سمعياً، وظهر أسلوب التواصل الكلي نتيجة استخدام الطرق المختلفة في الاتصال وظهور بعض السلبيات عند استخدام كل طريقة على حدة، هذا بجانب الفروق لقدرات وإمكانيات الأطفال المعاقين سمعياً والتباينات الواضحة بينهم والفرص المتاحة لكل طفل في تعلم طريقة تختلف عن طفل آخر، كما أن اختلاف المواقف التي يتم فيها الاتصال تقتضي طرقاً مناسبة لها يجب أن يستخدمها الأطفال المعاقين سمعياً.
ومن خلال ما سبق عرضه من أساليب تواصل مع المعاقين سمعياً يلاحظ أن بعضـها تتناسـب وتكون ملائمة مع ضعاف السمع أكثر من الصم، مثل: طريقة التدريب السـمعي، وطريقـة اللفـظ المنغم(فيربوتونال)، والبعض الآخر تلاءم الصم أكثر من ملائمتها لضعاف السـمع، مثـل: الهجـاء الإصبعي أو لغة الإشارة.

ويلاحظ أيضاً على أساليب التواصل أنها تقتصر في استخدامها على المعاقين سـمعياً والعـاملين معهم فقط ولا يهتم بها بقية أفراد المجتمع، كما أن كثيراً من أسر المعـاقين سـمعياً لا يسـتطيعون التواصل مع أبنائهم من خلال هذه الأساليب، الأمر الذي يجعل المعاق سمعياً يسـيء فهـم معاملـة والديه له، وبالتالي يشعر بالعزلة عن الأسرة والمجتمع الذي يعيش فيه ومن ثم الشـعور بـالاغتراب النفسي.












المراجع :

  • علي ، محمد النوبي محمد. (2009 م). الاعاقة السمعية : دليل الآباء والأمهات والمعلمين وطلاب التربية الخاصة. عمان،الأردن : دار وائل.
  • محمد، محمود مندوة وحمزة ،أحمد عبد الكريم وبخيت ، محمد أحمد. (2010 م). مقدمة في التربية الخاصة. الرياض ، السعودية : مكتبة الرشد.
  • محمود ، أكرم محمد صبحي. (2010 م). التربية الخاصة لغير الاختصاص. عمان ، الأردن : دار الجنان للنشر والتوزيع.

هناك 4 تعليقات:

  1. خدمة مميزة اشهار المواقع لزيادة عدد الزائرين لموقعك مما يؤدى الى زيادة حجم مبيعاتك بوقت قصر اغتنم افرصة
    002_01008745590

    ردحذف
  2. طرق التوصل مع المعاقين سمعيا

    ردحذف